الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة على هامش بداية البطولة: انتفاضة الفينيق للاعبين كاد يلفهم النسيان

نشر في  07 أكتوبر 2015  (11:14)

رغم أن البطولة الوطنية المحترفة لكرة القدم لا تزال في منعرج البداية ببلوغ الجولة الرابعة، الا أن هنالك عديد المعطيات المشجّعة والتي توحي على الأقل بتوفّر جانب من الفرجة تضمنه راهنا بعض الأقدام على أمل المواصلة بنفس النسق والعطاء حتى تكسر الروتين السائد منذ سنوات والانحسار التام للمواهب من ملاعبنا بشكل جعلها خالية من الطعم والروح والنكهة..
واذا ما كان بعض اللاعبين يثبتون تواصل مردودهم المميز وانتظامه على شاكلة صابر خليفة وبغداد بونجاح وسعد بقير وعلي معلول وأشرف كرير على وجه الخصوص في امتداد للموسم المنقضي، فان ما يقدمه يبعض اللاعبين راهنا أعاد نفض الغبار عنهم بعد أن كاد بيلفهم النسيان في تجارب ومواسك سابقة بسبب اضطراب المردود بل وحتى ترديه أحيانا..
ولعل من أكثر العناصر التي لفتت الانتباه نذكر المهاجم هشام السيفي الذي تحرر بالكامل منذ انتقاله الى الملعب القابسي والثابت ان الاستفرار المادي جعل السيفي ينتفض كطائر الفينيق ويثبت أن خصاله كمهاجم كلاسيكي يمتلك حاسة شم الأهداف (وهي سمة نادرة) قابلة لمزيد التأكيد في قادم الاستحقاقات بعد بداية مشجعة جدا مع فريق عاصمة الحناء..
نفس السيناريو أثبته أيضا عمار الجمل الذي تخلص من الزائد كرة وميزانا وعاد الى عنفوانه وتوهّجه الذي برز به سابقا مع النجم الساحلي، وبقليل من التأطير والتخلي عن التشنّج الزائد سيكون الجمل صمام أمان في "ليتوال" والمنتخب"..
في صفتقس أيضا شهدت بداية البطولة انفجارا كرويا للتشادي ندواسال ايزيكال الذي كذّب كل التخمينات المسبقة عن فشله مع نادي عاصمة الجنوب، غير أن لاعب الافريقي سابقا كان حاسما وزيادة الى حد الأن في تشكيلة شهدت أيضا عودة الفورمة الى حامي الأخشاب رامي الجريدي وعطاء بلا حساب لماهر الحناشي عقب تمديد عقده وهم الأن من العناصر المفاتيح في حسابات شهاب الليلي..
في الافريقي، انتافض أحمد خليل ومهدي الوذرفي وان كانا من الشبان وفي مستهل الطريق، غير أن ما يحسب للاعبي وسط الافريقي انهما انتفضا من غياهب النسيان والتجاهل والتهميش في الموسم الفارط وأثبتا أنهما لا يقلان شأنا عن بلعيد وناطر الا في بهرج الأسماء والهالة الاعلامية التي لا يجيدانها..
في الافريقي أيضا، كانت اصابة الحدادي فرصة لاعادة اكتشاف ياسين الميكاري الذي أكد أن معدنه الكروي نادر وأنه بمزيد المواصلة بمثل هذا الحرص فسيضيف الكثير الى رفاق صابر خليفة..
في جرجيس وبعد محاوف كبيرة من تأثير خروج الرقيعي والمصاطي، فان الحل جاء سريعا من الثنائي سليم بن بلقاسم وحمزة المسعدي، فابن النجم سابقا سجّل أهداف رائعة وأثبت رفعة الخصال الكروية مثبتا أنه انتداب ناجح وبامتياز للعكارة، كما أن حمزة المسعدي استعاد شاهية التهديف ومثل ورقة الدفع الأولى هجوميا ..مع ملاحظة وجود بوادر مشجّعة في الدفاع ضمن نفس الفريق مع ثنائي قادم من بعيد وهما عبد القادر خشاش وحمدي المبروك..
من جهته عاد مهاجم نادي حمام الأنف محمد علي المهذبي من بعيد مكذّبا كل التكهنات بانتهاء مسيرته، وبهذه الروح القتالية التي يملكها "توتو" فان اضافته ثابتة بلا شكّ لتشكيلة نادي حمام الأنف خلال الموسم الحالي الذي حلّ فيه بصيغة اعارة من الترجي.
ختام الرحلة سيكون بالمفاجأة السارة نجم أولمبيك سيدي بوزيد، حيث انتفض شبان الترجي والنجم ليقدموا مردودا رائعا قاد رفاق صاحب الخبرة أيمن بن عمر الى ثلاثة انتصارات بفضل ابداع كروي أمنته أسماء على شاكلة خلدون منصور ومنذر القاسمي وأيمن الصفاقسي في انتظار التأكيد لاحقا لما فيه خير نسق البطولات ومعيار التنافس فيها...

طارق العصادي